٢٩ آذار – القراءة الصباحية
لقد قيل لنا أن رئيس إيماننا قد أتمّ الخلاص الكامل من خلال آلامه، لذلك نحن الذين أخطأنا وابتعدنا عن الكمال، لا يجب أن نتعجّب إن دُعينا لكي نتألم أيضًا. هل يجب أن تتوج رؤوسنا بالشوك، وهل يجب على أعضاء الجسد الأخرى أن تتأرجح في أحضان الراحة؟ وهل يتوجب على المسيح أن يعبر بركة دمائه ليربح التاج، وهل علينا أن نسير إلى السماء دون أن نبلّل أحذيتنا الفضّية؟ لا، لأن تجربة معلمنا علمتنّا أن الآلام ضرورية، وأنّه لا يتوجّب على ابن الله الحقيقي أن يتهرّب منها لو استطاع. لكن هناك فكرة معزّية واحدة في حقيقة المسيح «قد أصبح عمله كاملًا من خلال الآلام». والحقيقة أنه يمكنه أن يتعاطف معنا بشكل كامل. «لأن ليس لنا رئيس كهنة غير قادر أن يرثي لضعفاتنا». ونجد في تعاطف المسيح هذا قوة داعمة. قال أحد الشهداء الأولين «أستطيع أن أتحمّل الآلام كلّها، لأنه سبق وأن تحمّلها المسيح، وهو يتعذّب من خلالي الآن»، إنه يتعاطف معي، ويجعلني قويًّا. «أيها المؤمن، تسلّح بهذه الفكرة في كلّ أوقات المحن. دع أفكار يسوع تقوّيك وأنت تتبع خطواته. تلمّس دعم تعاطفه اللذيذ، وتذكّر هذا، أن الآلام هي شيء مشرّف، والتألّم مع المسيح هو المجد نفسه. لقد سُرّ الرسل لأنهم اُحتسبوا أهلًا للتألم من أجل اسمه. وسيعطينا الله نعمًا مضاعفة لأننا تألمنا من أجل المسيح. فلآلئ المؤمن هي شدائده. إن الرموز الملكية للذين مسحهم الله هي مشاكلهم وأحزانهم وهمومهم. لذلك دعونا بالتالي ألّا نتجنب التميّيز، وألا نرفض التعظيم. فالأحزان تعظّمنا والمشاكل ترفعنا عاليًا.
«إن تألمنا فسنملك أيضًا معه»

٢٩ آذار – القراءة المسائية
تتأخر تلبية الصلاة أحيانًا، وتشعر أنّك كالمتوّسل المنتظر عند الباب، مترقّبًا قدوم الملك لينعم عليك بالبركات التي تطلبها. فعندما يزرع الرّب في قلب أحدهم إيمانًا قويًّا، يودّ أن يختبر هذا الإيمان بالتأخّر في استجابة الصلاة. وقد جعل أصوات عبيده تتردّد صداها في آذانهم كما لو أنّها اصطدمت بسماء نحاسية. لقد قرعوا على البوابة الذهبية لكن دون جدوى بل بقيت ثابتة في مكانها، وكأنّ مفّصلاتها قد تآكلها الصدأ. وصرخوا مثل إرميا، «الْتَحَفْتَ بِالسَّحَابِ حَتَّى لاَ تَنْفُذَ الصَّلاَةُ». وهكذا، فقد دأب القديسون الحقيقيون على الصبر والانتظار طويلًا دون الحصول على الردّ، ليس لأن صلواتهم لم تكن حارّة، ولا لأنّها لم تكن مقبولة، بل لأنّه يسعد بكونه ملكًا، وأن يهب حسب مشيئته ومسرّته. ولو أسعده أن يدرّب صبرنا على الانتظار، أفلا يفعل ما يشاء بالذين يمتلكهم! يجب ألا يكون المتسوّلون متطلّبين من حيث الوقت أو المكان أو الشكل. بل يجب أن نكون حريصين ألّا نعتبر التأخير في الاستجابة على صلاتنا كرفض لها، لأنّنا سندفع كلّ فاتورة عند استحقاقها. كما يجب ألا ننجرّ وراء الشيطان وندعه يزعزع ثقتنا بإله الحقّ بحجّة الصلوات الغير مستجابة. وهذا لا يعني إذا لم نحصل على طلباتنا أنّه لم يسمع لنا. بل أنّ الله يحتفظ بملفٍّ لصلواتنا وهي ليست عرضة للضياع في مهبّ الريح، لأنّها محفوظة بعناية في أرشيف الملك. وهو سجلٌّ محفوظ في محكمة السماء حيث يتمّ تسجيل كل صلاة على حدة. أيها المؤمن المُجرَّب، إن عند الرب قارورة لحفظ دموع الحزن المقدّسة الغالية، وسجلّ خاصّ لإحصاء عدد آهاتك المقدسة. ففي نهاية الأمر، سوف تتحقّق دعواك. أفلا يمكنك أن تطمئنّ وتنتظر قليلاً؟ أوليست الأولويّة لوقت ربّك؟ وشيئا فشيئًا سيظهر براحة فرح روحك، ويجعلك تنزع المسوح والرماد بعد طول انتظار، وستلبس رداء الكتّان القرمزيّ الناعم المكتمل النموّ.


ما هو كتاب "الصباح والمساء" التأملي المسيحي؟
هذا كتاب مليء بالدروس والتأملات اليومية المفيدة والمشجعة والممجدة لله من الكتاب المقدس. كل يوم ،هناك دراسة قصيرة من آية من الكتاب المقدس للصباح، ثم دراسة أخرى للمساء.
تمت ترجمة هذه التأملات إلى اللغة العربية الحديثة من النسخة الإنجليزية الأصلية التي كتبها القس تشارلز سبرجن عام ١٨٦٠. وقد ساعد هذا الكتاب ملايين المسيحيين حول العالم لأكثر من ١٦٠ عامًا. يمكن أن يساعدك أيضًا على النمو في إيمانك بالمسيح ومعرفة كلمة الله.
ابدأ يومك بتذكير حقيقة الله، وأنهي يومك بتذكير بأمانة الله. تابع هذه التأملات المسيحية اليومية المنتظمة على هذا الموقع ، أو على صفحتنا على فيسبوك ، أو على تطبيق الهاتف الخاص بنا (سيتم إطلاق التطبيق قريبًا).